تامر عبد الحميد (أبوظبي)

على آلة العود، غنت الفنانة الإماراتية فاطمة «زهرة العين» أغنيات تراثية مستوحاة من الفن الشعبي المحلي لكبار المطربين القدامى، وعرضت مقطوعاتها الغنائية عبر مقاطع فيديو في حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وحققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، وعلى الرغم من أن البعض يتهمها بعدم القدرة على مواكبة العصر وتقديم أغنيات جديدة، فإنها تدافع عن نفسها بأنها لا تريد للأغنية الشعبية التراثية الإماراتية أن تختفي، وتسعى إلى إعادة إحيائها من جديد.
وترى «زهرة العين» في حوارها مع «الاتحاد»، أن تراث الأغنية الإماراتية عبارة عن كنز فني، يجب أن يعاد إحياؤه من جديد، لاسيما أن هناك العديد من الجماهير العاشقة للطرب الشعبي الأصيل، وقالت: إننا بحاجة إلى إعادة إحياء الأغنيات التراثية القديمة، ففي السابق كانت الأغنية الإماراتية في القمة، وما كان لها منافس، ولابد من محاولات إحيائها من جديد.
وتابعت: يجب على جميع صناع الموسيقى الإماراتية من ملحنين وشعراء ومطربين، أن يتكاتفوا لإحياء الأغنيات التراثية الأصيلة مثل أغنيات بن روغة وجاسم محمد، لاسيما أن لها عشاقها من الكبار والشباب.

عودة للصواب
وردت «زهرة العين» على ما يقال عنها بأنها لا تقدم جديداً في عالم الغناء: لست «مطربة فاشلة» كما يقال من البعض، نعم أنني لا أقدم أغنيات جديدة، لكنني أعرف جيداً أني عدت إلى صوابي، واهتممت بتقديم الأغنيات التراثية القديمة، لاسيما أنني تربيت وسط عائلة فنية، وأعرف جيداً أهمية هذه الأغنيات التي حققت رواجاً وانتشاراً في السابق، رغم عدم وجود التقنيات والتكنولوجيا المتاحة حالياً، فإعادتي لإحياء الأغنية القديمة هي نهجي الجديد في عالم الغناء.

ألبوم تراثي
واعترفت «زهرة العين» أن عدد متابعيها على مواقع التواصل وخصوصاً «انستغرام» زاد بالآلاف، نظراً لتقديمها وإحيائها لأغنيات خليجية قديمة سواء إماراتية أو يمنية أو سعودية، بمصاحبة آلة العود، ونالت من خلالها ردود أفعال إيجابية، ومطالبات بأداء بعض الأغنيات الأخرى بصوتها، وهذا يدل على مدى الاهتمام بهذه النوعية من الأغنيات، مصرحة بأنها تفكر حالياً في تنفيذ ألبوم غنائي تراثي يضم أغنيات قديمة بتوزيعات جديدة في الفترة المقبلة، خصوصاً أنها لاحظت في الفترة الأخيرة أن الجمهور «ملّ» من الأغاني الإيقاعية الشبابية السريعة، التي تحقق رواجاً لفترة قصيرة ثم تختفي، على عكس الأغنيات القديمة الأصيلة التي تظل محفورة في الذاكرة لسنوات طويلة.

خجولة وحساسة
وحول ابتعادها عن الإعلام، واختفائها من إحياء الحفلات، قالت: أعترف أنني مقصرة مع الإعلام، وقليلة الظهور بحكم أنني مزاجية، ومن ناحية أخرى لا أتخذ الفن لأسباب تجارية بحتة ولا أسعى وراء المادة، إنما أقدم ما أشعر بأنه سيضيف إلى مسيرتي الفنية وتاريخ الأغنية الإماراتية، لذلك عندما يكون عندي أي جديد أتواصل مع الإعلام للحديث عنه، ولا أفضل الظهور إعلامياً من أجل الظهور فقط.
وأضافت: أما بالنسبة للحفلات، فأنا لم أختف والكل يعرف أنني موجودة، لكن «الشللية» في مجال الغناء هي ما أوصلتنا لما نحن عليه حالياً، فنجد مجموعة من الفنانين بعينهم متواجدين في كل الحفلات، أما الباقي فهم منسيون، وأوجه لنفسي عتاباً كوني إنسانة خجولة وحساسة، ولا أستطع أن أفعل مثلما يفعل غيري، وأدق الأبواب وأتحايل للمشاركة في عمل فني ما، وهناك من يعتبر أن هذا تكبر مني، لكنه غير ذلك تماماً.

اكتشاف المواهب
وتقترح «زهرة العين» على الجهات المعنية بالفن، تنفيذ برنامج فني إماراتي، يختص باكتشاف المواهب الغنائية المحلية التي لا تجد الفرصة للظهور بالشكل المناسب، وقالت: دخلت مجال الغناء عندما تزوجت، ورغم رفض عائلتي لدخول هذا المجال، إلا أنني أصررت على إظهار صوتي وخوضي التجربة، وعندما شاهدت عائلتي اللون الذي أقدمه وطريقتي في التعامل مع الوسط الفني، نلت الرضا المطلوب منهم، وأقصد من كلامي هذا أنه في السابق كان هناك الكثير من العقبات لدخول مجال الفن، إنما حالياً ومع وجود مواقع التواصل وموقع «يوتيوب» والبرامج الفنية، فقد سهلت على المواهب تحقيق الشهرة والانتشار بشكل أكبر، لافتة إلى أن العنصر النسائي الإماراتي في الغناء قليل، إلى جانب وجود العديد من المواهب من العنصر الرجالي، فما الذي يمنع من تنفيذ برنامج للمواهب الإماراتية لإثراء الساحة بدماء جديدة.

حياتها الشخصية
وعن حياتها الشخصية، بخصوص انتشار خبر عودتها لزوجها المنتج والملحن محمد حسين، بعد انفصال دام 10 سنوات، أوضحت «زهرة العين» أنها عادت له بالفعل، لكن لفترة قصيرة، حيث انفصلا مجدداً لكن بكل حب وود وتفهم، خصوصاً أنه يجمعهما أبناء، حيث وجدا أن ارتباطهما من جديد سيؤدي إلى خسارة بعضهما للأبد، الأمر الذي سيؤثر على الأبناء بالسلب، لذلك وجدت أن الانفصال بالتراضي والاحترام هو الحل الأفضل.

الجسمي والمنهالي
اعتبرت «زهرة العين» كلاً من حسين الجسمي وعيضة المنهالي فخراً للأغنية الإماراتية، لاسيما أنهما مجتهدان في تقديم كل ما هو جديد سواء الأغنيات الحديثة أو القديمة، إلى جانب النشاط الفني المكثف الذي يحقق الانتشار المرجو، مشيدة أيضاً بموهبة الفنان الشاب محمد الشحي، الذي يتمتع بصوت مميز ودقة في اختيار أغانيه.